السبت، 30 أغسطس 2008

بين النبي وملوك دول الأسلام

بدأت قراءتي في كتب التاريخ وأنا في المدرسة الأعدادية , ومازالت إلي اليوم احتفظ بأول كتاب قراءته في التاريخ الأسلامي, كان أحد الكتب المقررة في الأزهر , عجبني الكتاب وقررت قراءته , لكن أصابني الكتاب بصدمة شديدة , فقد {ايت أفعال من حكام دول الأسلام ليس لها بصلة بمبادئ الأسلام التي تقوم علي الرحمة والعدالة وأحترام آدمية الأنسان.


باحتصار وجدت فارقا شاسعا بين طريقة النبي في معاملة الناس وبين طريقة ملوك الأسلام, كان النبي يتعرض لأشد الأيذاء فيقابل ذلك بالعفو والأحسان, أقسم عندما رأي جثمان عمه حمزة وقد بقرت بطنه ومضغت هند بنت عتبة كبده أن يمثل بسبعين منهم أذا ظفر بهم , لكن بعد وقت قليل تهدأ ثورته , وعندما يقابل وحشي قاتل عمه لا يقتله بل يقبل اسلامه.


جذبه يوما أحد الأعراب من ملابسه حتي تركت أثرا علي رقبته قائلا للرسول في قسوة : أعطني من هذا المال فليس المال مالك ولا مال أبوك..وعندما يسمع بن الخطاب هذا اللهجة والغلظة في التعامل مع الرسول يهم بضرب الأعرابي فيصرفه النبي ذلك قائلا له : نعم ليس المال مالي ولا مال أبي... أنظروا إلي هذه الرحمة المهداه يرفض صلي الله عليه وسلم أن يعاقب الأعرابي حتي ولو بالقول.


وفي غزوة ذات الرقاع , يعلق الرسول سيفه علي شجرة ويجلس يستظل بها فيتسلل أعرابي ويستل السيف ويضعه علي عنق الرسول أمرا أياه بالوقوف ثم يقول له في شئ من نشوة المنتصر : من يمنعك مني؟ , فيقول له الرسول في ثقة المؤمن بالله : الله .. فكان وقع الكلمة علي الأعرابي شديدة فيسقط منه السيف فيلتقطه الرسول ويقول للأعرابي : الأن من يمنعك مني؟ فيقول الأعرابي: كن خير اخذ.. وهنا يطلب منه النبي أن يسلم ويدعه فيرفض الأعرابي, ويتعاهد مع الرسول أن يتركه علي إلا يعود لحرب الرسول مرة أخري.. وعندما يصل الأعرابي الي موطنه يقول للأهله : جئتكم من عند خير الناس

نعم هو خير الناس...هو من قال فيه سبحانه " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"

السبت، 23 أغسطس 2008

معجزة الأسلام عمر بن عبدالعزيز

عمر بن عبدالعزيز , معجزة الأسلام
التصور السائد لدي الكثير أن عمر بن عبدالعزيز نال كل هذه المكانة في قلوب المسلمين لانه زهد الدنيا بعد أن تولي أمور حكم المسلمين , وبعد أن كان يلبس الفاخر من الثياب وهو أمير أموي يحكم المدينة المنورة صار ردائه الصوف

وبجانب ذلك اقتفي عمر بن عبدالعزيز نهج جده عمر بن الخطاب في محاسبة نفسه وأهل بيته, ويضرب مؤرخي الاسلام أمثلة كثيرة حول ما أصاب عمر بن عبدالعزيز من زهد وتقشف.

وكل ما سبق صحيح , لكن عمر بن عبدالعزيز نال لقب خامس الخلفاء الراشدين لانه أستطاع في شهور قليلة لا تتجاوز ثلاثة سنوات أن يحول الحكم من حكم دنيوي مستبد إلي حكم اسلامي يسير علي هدي القرآن وسنة الرسول في معاملة الناس.

فقد استطاع عمر بن عبدالعزيز أن يقود دولته إلي بر الأمان , وسار علي نهج العدل فسكن الحروب الأهلية في بلاد الأسلام , وأيقن الخوارج أنه لا يمكن الخروج علي حاكم عادل , وتوقف الطالبين عن ثوارتهم فقد رأوا أنسان يعود بالحكم الي قواعد الأسلام النقية

السبت، 9 أغسطس 2008

جالس القرفصاء

وجدته يجلس القرفصاء بجوار سور دار الأوبرا
شيخ نحيل الجسم , اشتعل رأسه شيبا
يضع امامه صندوق صغير, يبدو من هيئته انه شكل مصغر من صندوق تنظيف الأحذية
تأملته .. وجدت يده ترتعش
أسرعت ووضعت يدي في جيبي وأخرجت ما أستطيع أن أدفعه
دسست المبلغ في يده
فقال لي بصوت ضعيف دون أن يرفع رأسه "ربنا يباركلك يا ابني"
تركته ومضيت مع اصدقائي لكن كلماته وهيئته ظلت في مخيلتي
مضي الأن يومين علي كلماته لكنها لا تفارقني