بدأت قراءتي في كتب التاريخ وأنا في المدرسة الأعدادية , ومازالت إلي اليوم احتفظ بأول كتاب قراءته في التاريخ الأسلامي, كان أحد الكتب المقررة في الأزهر , عجبني الكتاب وقررت قراءته , لكن أصابني الكتاب بصدمة شديدة , فقد {ايت أفعال من حكام دول الأسلام ليس لها بصلة بمبادئ الأسلام التي تقوم علي الرحمة والعدالة وأحترام آدمية الأنسان.
باحتصار وجدت فارقا شاسعا بين طريقة النبي في معاملة الناس وبين طريقة ملوك الأسلام, كان النبي يتعرض لأشد الأيذاء فيقابل ذلك بالعفو والأحسان, أقسم عندما رأي جثمان عمه حمزة وقد بقرت بطنه ومضغت هند بنت عتبة كبده أن يمثل بسبعين منهم أذا ظفر بهم , لكن بعد وقت قليل تهدأ ثورته , وعندما يقابل وحشي قاتل عمه لا يقتله بل يقبل اسلامه.
جذبه يوما أحد الأعراب من ملابسه حتي تركت أثرا علي رقبته قائلا للرسول في قسوة : أعطني من هذا المال فليس المال مالك ولا مال أبوك..وعندما يسمع بن الخطاب هذا اللهجة والغلظة في التعامل مع الرسول يهم بضرب الأعرابي فيصرفه النبي ذلك قائلا له : نعم ليس المال مالي ولا مال أبي... أنظروا إلي هذه الرحمة المهداه يرفض صلي الله عليه وسلم أن يعاقب الأعرابي حتي ولو بالقول.
وفي غزوة ذات الرقاع , يعلق الرسول سيفه علي شجرة ويجلس يستظل بها فيتسلل أعرابي ويستل السيف ويضعه علي عنق الرسول أمرا أياه بالوقوف ثم يقول له في شئ من نشوة المنتصر : من يمنعك مني؟ , فيقول له الرسول في ثقة المؤمن بالله : الله .. فكان وقع الكلمة علي الأعرابي شديدة فيسقط منه السيف فيلتقطه الرسول ويقول للأعرابي : الأن من يمنعك مني؟ فيقول الأعرابي: كن خير اخذ.. وهنا يطلب منه النبي أن يسلم ويدعه فيرفض الأعرابي, ويتعاهد مع الرسول أن يتركه علي إلا يعود لحرب الرسول مرة أخري.. وعندما يصل الأعرابي الي موطنه يقول للأهله : جئتكم من عند خير الناس
نعم هو خير الناس...هو من قال فيه سبحانه " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"