السبت، 17 يناير 2009

غزة تحترق والعرب يتشاتمون

أعود إلى بيتي كل يوم مسرعا, أول ما افعله أن افتح القنوات الإخبارية لأتابع أخر ما يجري في فلسطين , بعد نص ساعة علي الأكثر يصاب ضغطي بالارتفاع , المناظر التي تبثها الفضائيات تحتاج إلى قلوب جليدية لكي يستمر في مشاهدتها, الإحساس بالعجز يقتلني , بشر يقتلون لا لسبب إلا أنهم فلسطينيون, أذنبي أني فلسطيني لكي أقتل بدم بارد؟ , مشاهد القتلى من الأطفال تعصر الألم في القلوب , انظر إلى طفلي , ربما واجهنا أنا أو هو نفس المصير اذا كنا من أهالي غزة المحاصرة, ولا ذنب لنا.

ولأن الموقف عصيب, أعود إلى ربي استمد من القوة والأمل في النصر, أتذكر حينما احتفلت إسرائيل بعيد قيامها الستين أن قال أحد خبراءها أن العرب منذ تأسيس إسرائيل وهم يتواعدنوها بالهزيمة والانتهاء لكن, وهذا كلام الصهيوني, استمرت إسرائيل 60 عاما ومن المرجح أن تستمر 60 عاما أخري...علقت كلماته في ذاكرتي ..نعم مهما طال بكم المقام في أرضنا فلن تخلدوا فيها ..سيأتي يوما ونري أرضنا قد عادت إلينا , فالحق قادم, والله هو الحق, ولن يدوم باطل مهما استطال الزمان, وهكذا قال التاريخ الذي شهد امبرطوريات تقوم ودول كبري تسقط , أين الإمبراطورية الرومانية التي احتلت كل العالم القديم زمانها ؛ تفككت أولا إلى شطرين غربي وشرقي , وكان الغربي أقرب إلى الفناء في 425 م , تقلصت الإمبراطورية الشرقية علي يد الفاتحين المسلمين.

نعم يا إسرائيل النهاية قادمة , لكن ما يحدث في عزة الآن شئ لا يصدقه عقل, فالقوات الإسرائيلية تتعامل مع أهالي غزة كما لو كانوا مجرد "فراخ" أصيبت بمرض أنفلونزا الطيور وعالجها في حرقها بطائرات الأف 16 والأباتشي.. العالم , وأقصد هنا علي الأخص عالمنا العربي والإسلامي , تعامل مع الفلسطينيين وكأنهم مجرد بقايا للهنود الحمر أو بدائيي استراليا وأن أفضل حل لمشكلتهم هو القضاء عليهم ..يا لها من مهزلة.

لقد بلغ الأمر حد الهزل...إسرائيل تضرب في مواطنينا وتتعامل بكل ثقة, ثقة تقتلنا ونحن أحياء في بيوتنا نتابع عبر الشاشات الضرب المستمر ليل نهار, ثقة لم نعاهدها فيها من قبل إلا بعد هزيمتنا في يونيو 1967... من أين لكي يا إسرائيل بكل هذه الثقة ؟ ..لا أنتظر منك الإجابة فأنا وغيري نعلمها مسبقا ..فقد جاءت هذه الحرب لتكشف لنا عن تفرقنا ..حينما كان يحدث عدوان إسرائيلي, كالمعتاد, علي فلسطين أو لبنان تسارع الحكومات العربية بعمل ادنات وشجب وتخرج مظاهرات , وكنا نسخر من كلمة ندين ونشجب ..اليوم لم نسمع هذه الكلمة نقولها بلسان واحد , حتى ولو من وراء قلب, لكن سمعنا ما لم يخطر علي خيالنا في مثل هذه المواقف ..حماس تتهم مصر بأنها تقف بعيدة عن أرض المعركة ولا تبدي استعدادا لفتح المعبر.. مصر ترد علي حماس بأنها هي التي جرت الشعب الفلسطيني إلى هذه المعركة, حسن نصر الله زعيم حزب الله يطل علينا مطالبا الجيش والشعب المصري بالانقلاب علي الحكومة والتوجه لفتح المعبر, بعض الدول العربية تزايد علي مصر وتتهمها بأنها تمنعها من مساعدة الفلسطينيين, وكاتب كويتي يصف قادة حماس بأنهم بغال ..لا أريد أن أسرد ما كلنا نعرفه..أبعد كل هذا ننتظر من قادة إسرائيل إلا يتعاملوا مع أرض غزة وكأنها كلأ مباح.. كان الشئ المؤكد وسط كل هذا أن هناك أطفال يقتلون في غزة ..مشاهد الدمار فاقت القدرة علي التصور ...هل عادت الحرب العالمية الثانية مرة أخري..يا لها من مهزلة سيسجلها علينا التاريخ ..غزة ما زالت تحترق ونحن نتراشق بالاتهامات ونترك إسرائيل تفعل ما تشاء ..عارا علينا.

جذبني الحديث إلى هذه المنطقة لكن لم يكن بد إلا أن أفرغ ما بداخلي حتى لا أموت غيظنا من موقف الضمير العربي من غزة.. وكما قلت أعود إلى ربي في كل ما يضيق علي حله ,,استرجع أحداث التاريخ الذي هو سيرة الحياة ..فقررت أن أتحدث عن إسرائيل حتي نفهمها فإلى الآن هناك حقائق كثيرة ما زالت غائبة عنا ..مثلا : كم منا يعلم أن إسرائيل تزعم أن حقها في فلسطين مثبت في التوراة ..وعد من الله لشعب الله المختار ..أذا كنت ممن يعلم بهذا فهل تعلم أن هذا الزعم قد أسقطه كاتب مثل جمال حمدان الذي أثبت أن يهود فلسطين الآن ليسوا من بني إسرائيل.


ببساطة أسقط حمدان أكبر حجة يستخدمها الصهاينة لإثبات حقهم في فلسطين, وقد دفع جمال حمدان حياته ثمنا لهذا الكشف فقد قتل في شقته بمصر قبل أن يخرج إلى الوجود كتابه عن الأصل الأنثربيولوجي لليهود.

فلسطين في القلب


غزة ..

الكلمات لا تعبر عما بداخلنا

يكفي ما بنا من غضب علي ما يحدث

الله هو الحق

ولابد للحق أن يسود

إلي حماس:

تحية من القلب لكل مقاتل شجاع