الأربعاء، 26 مارس 2014

العسكر يكذبون

 
حينما يترشح السيسي لرئاسة مصر بعد أن أكد مرات أنه لا يطمع في منصب هو أو الجيش .. عاد بترشحه ليؤكد أن العسكر لا يريدون أبدا أن يبعد هذا المنصب عن المؤسسة العسكرية .. وهذا كان جوهر الخلاف مع مبارك .. وسبب ترحيبهم بثورة 25 يناير باعتبارها مبرر للانقلاب العسكري على مبارك 
على أيه حال ، لم تكن تلك هي المرة الأولي التي يكذب فيها العسكر .. وهنا صورة من جريدة القاهرة .. تزعم إسقاط ربع طائرات إسرائيل في حرب 1956 فيما كانت الحقيقة أن مصر منيت بهزيمة كبيرة في سيناء .. وتم تدمير سلاحنا الجوي 

الكذب بدأ مبكرا للغاية 
 
 

صريع الكبر



حينما أتابع سيرة عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي يتملكني العجب والدهشة في آن واحد ! , لكني لا أشفق عليه , فقد استحق ما نال , وإنما أشفق على نفسي أن ألق مصيره المشئوم !

دعني أنبئك بما أريد..

الرجل لم يكن كما تصوره أفلامنا قبيح الوجه , شديد اسوداده , ترتسم على سيماه علامات الغضب , يجلس في نوادي الفجور , ترقص أمامه الجواري الحسان , بينما هو يتجرع كئوس  الخمر!!

تلك الصورة التليفزيونية تجانب الحقيقة في كثير , فالرجل ؛ وكما تخبرنا كتب السيرة , كان ذكيا , شديد الذكاء , وقد استغل فطنته في التجارة , حتى ربح مالا جما , وفوق ذلك امتلك حجة قوية , وبيان في الرأي , وبماله وعقله تصدر مجالس قريش , وكان فيها المقدم !.

وجاء يوما على الإسلام , وسمع المسلمون النبي × يدعو ربه بأن يعز دينه بأحد العمرين : عمرو بن هشام أو عمر بن الخطاب.
..
واختارت السماء ابن الخطاب , ولم يكن في اختيارها ظلما لابن هشام !!.

فقد عرف الحق , وأيقن أن محمد رسول الله , لكنه أبي الإيمان , لشيء واحد في صدره , ولم يخش أن يكشف عنه لبعض خاصته , فقال في كلمات سريعة غاضبة , تنبئ عما يعتمل في داخله : "تنازعنا نحن وبنو عبد مناف : أطعموا فأطعمنا , وحملوا فحملنا , وأعطوا فأعطينا , حتى إذا تحازينا على الركب وكنا كفرسي رهان , قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء .. فمتى ندرك هذه؟!"

آه..أنه الكبر..
ذلك السد الهائل الذي يعوق انسياب الإيمان إلى أرض الكفر, ويكبل النفس عن الانقياد للحق, وأتباع رايته!

لقد رأي عمرو في الإسلام اعترافا بتفوق بني عبد مناف وبني هاشم على وجه الخصوص , وفي ذلك انتقاص لقبيلته هو بني مخزوم. فإذا اعترف هو بمحمد كنبي , لكان لبني هاشم السيادة على العرب دون سائر قبائل قريش أبد الدهر!.

وهو أيضا قد حسد محمد على أنه نال الرسالة دونه !
ولن يعدم عمرو أن يجد بين أهالي مكة من يشاركه حقده وحسده , وخاصة عمه الوليد بن المغيرة الذي كان يزعم أنه هو أحق الناس بالنبوة والقرآن ويقول : أينزل على محمد وأتُرك وأنا كبير قريش وسيدها ؟ وفي ذلك يقول القرآن " وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ".

واستمر عمرو في كبريائه, منساقا له, رافضا صوت عقله , فاستحق سيد بني مخزوم ذلك اللقب الذي سيلتصق به إلى يوم القيامة: أبو جهل !!.

هو حقا أبو الجهل.. فقد عرف وأبصر وعاين الحق..لكنه أتبع غروره وكبريائه فأورده النار , وتسخر الملائكة منه يوم القيامة , وتسقيه من شجرة الزقوم وهي تقول له "ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ".

فالكبر , إذا تسللت إلى نفس , حاد عن الحق , يمنعه غرور من الانقياد للصواب !

والتاريخ مليء بقصص أناس خيل لهم الغرور أنهم سادة الدنيا , وأنهم خُلقوا ليقودوا البشر , لا أن ينقادوا لأحد , فإذا هم يسقطون من سماواتهم إلى أسفل السافلين , ويحتقرهم الناس , ويسجلهم التاريخ في سجل الأغبياء المتغابين .

الأحد، 23 مارس 2014

مجلة المصور تروج لسفينة فضاء مصرية عام 1965 !



الإعلام أفيون الشعوب..
مجلة المصور تروج لسفينة فضاء مصرية عام 1965 !

في عدد المصور الصادر بتاريخ 16 إبريل 1965 ، وقبل الهزيمة بعامين وشهرين ، تصدر الغلاف مانشيت رئيسي ، تفرغ له الغلاف كاملا ، لم تزاحمه أي إشارات لموضوعات أخري ، العنوان المفاجأة كان يضم في الواقع 3 عناوين ، عنوان تمهيدي بحجم صغير " سر يذاع لأول مرة " يليه العنوان الرئيسي وبالحجم الأكبر " سفينة الفضاء المصرية" وأخيرا عنوان ثانوي تحت الرئيسي يحمل " تحقيق كامل بالصور"!

التحقيق الذي يشغل 10 صفحات بالصور من المجلة – التي تمتلك شبكة الإعلام العربية "محيط" بنسخة منها - يبدأ بمقدمة مشوقة يقول فيها المحرر الصحفي " 96 ساعة مضت قبل أن أحصل على موافقة خاصة بدخول منطقة الأسرار .. منطقة أبحاث الفضاء المصرية .. ومضت بنا السيارة إلى مكان ما في منطقة ما ببلادنا لنعيش ساعات غير متصلة قصة كفاح علمي عسكري مدني ينتهي بنا إلى إطلاق أول كبسولة فضاء عربية تحمل كائنا بشريا حيا مصريا إلى الفضاء الخارجي".

ويحدثنا المحرر الصحفي عن مغامرته داخل وحدة أبحاث الفضاء فيقول إن "المنطقة محاطة بأسوار مرتفعة شيدت بطبقتين من الأسمنت المسلح ، والباب كبير هائل" .. "وفي الداخل شيدت غرفة الضغط من الصلب والحديد ، وهي الغرفة التي يمكن أن تقول عنها أنها أشبه بسفينة فضاء فوق الأرض ، تفاصيل بنائها من الداخل قريبة جدا من تفاصيل سفينة الفضاء السوفيتية فوسخود 2"
ويضيف " إن أبحاث الفضاء المصرية يعمل بها قطاعان ، قطاع عسكري وآخر مدني ، والقطاعان يتعاونان منذ أعوام قليلة في الإعداد لإطلاق القمر الصناعي المصري والكبسولة المصرية".

ويزف المحرر بشري للقراء بأنه بناء على توجيهات الرئيس عبد الناصر تقوم "لجنة مكونة من علماء القوات الجوية والصواريخ وبعض الأطباء المصريين وعلماء الفلك والهندسة يعدون برنامجا دراسيا سيخصص للدراسات العليا التي تعدها جامعة القاهرة لأبحاث الفضاء كي يتخرج إلى الحياة جيل جديد من الجامعيين الدارسين للفضاء وعلومه حتى لا يصبح الأمر وقفا على علماء القوات المسلحة".
ومع تحليق الطيران الإسرائيلي فوق الأراضي المصرية فجر الخامس من يونيو استمرت أكاذيب النظام السياسي / الإعلامي المصري ، وتصدرت الصحف مانشيتات من نوعية  " المعركة الفاصلة تدور الآن داخل إسرائيل .. قواتنا تسلمت زمام المبادأة وتوغلت داخل إسرائيل بعد أن دمرت دباباته ، وأحبطت محاولاته للهبوط بالهليوكوبتر..
سلاح الجو الإسرائيلى يلقى أكبر هزيمة فوق الأرض العربية .. 86 طائرة أسقطها سلاحنا الجوى و50 أسقطتها سوريا و23 أسقطتها الأردن والعراق 7 وواحدة لبنان"

وفي مارس 1968 خرجت مظاهرات غاضبة غاصت بها شوارع القاهرة احتجاجاً على الأحكام المخففة التى صدرت بحق قادة سلاح الطيران المتهمين بالتقصير في حرب 1967 ، وهتفت " وديتوا فين فلوسنا.. واليهود بتدوسنا" ، واتجهت المظاهرات إلى مبنى جريدة "الأهرام" وهتفت "عاوزين صحافة حرة.. العيشة بقت مُرّة "  وأشعل المتظاهرون النيران فيما كانوا يحملونه من صحف.

واستفاد النظام السياسي والإعلامي من درس الهزيمة ، والتزم عبد القادر حاتم وزير الإعلام أثناء حرب أكتوبر 1973 بعرض الحقائق كاملة على الرأي العام المصري ، مما كان أكبر في الأثر في التفاف الجماهير حول الإذاعة المصرية ، وعدم الانسياق وراء الإعلام الإسرائيلي الذي أصيب وقتها بأمراض الإعلام المصري في 1967.

السبت، 22 مارس 2014

على خطي جهاز الكفتة.. إعلام العسكر في 1959 يروج لدواء يعيد الشباب ويهزم الشيخوخة والشعر الأبيض




جريدة "الأخبار" تروج على صفحتها الأولي للعقار السحري الذي يقلب موازين الطب

الجريدة تحكي قصة عجوز شفاها الدواء من أمراض الروماتيزم والضغط وأعاد شعرها للون الكستنائي


ما أشبه الليلة بالبارحة
في 2014 يتم الإعلان عن جهاز يشخص وآخر يعالج أمراض الكبد وفيروس الايدز وأنفلونزا الخنازير ..
وبعدها تنطلق كتيبة التطبيل في الإعلام المؤيد للسلطة الراهنة عن الاختراع العظيم الذي يعالج أمراض استعصت على كبرى المؤسسات العلمية العالمية .. ولا تنسي أيضا أن تضيف للاختراع كرامات آخري ليفيد في علاج السرطان والصدفية وكل الأمراض التي استعصت على أطباء البشرية منذ أيام مينا وإيموحتب أبو الطب المصري !

وفي الثاني من ديسمبر عام 1959 خرجت جريدة "الأخبار" وعلى صدر صفحتها الأولي بمانشيت يزف بشري سارة لجماهير الجمهورية العربية المتحدة (مصر سابقا) بالإعلان عن دواء يعيد الشباب ..
يقول المانشيت السار:
مطلوب 3 أشخاص
لتَجرب "الأخبار" عليهم دواء إعادة الشباب

وفي النصف الأسفل من الصفحة الأولي أفردت الجريدة 3 أعمدة للحديث عن الدواء السحري الذي سيفوق تأثيره زئبق الفراعنة الأحمر ، وسيكون له مردوده الإيجابي على  لصوص مقابر المصريين القدماء ويدعوهم إلى التوقف عن النبش وإقلاق راحة الأجداد .. فها هو الدواء العجيب في المتناول.

تقول الجريدة " استطاعت الأخبار أن تحصل على كميات من دواء إعادة الشباب (هـ- 3) تكفي لتجربتها على ثلاثة أشخاص سيدات ورجالا . اتفقت الأخبار مع أربعة أطباء اخصائيين على استخدام الدواء الجديد على ثلاثة مرضي سيراعي في اختيارهم نوع المرض وكبر السن. مئات الطلبات التي تقدم أصحابها إلى الأخبار ستفحص بعناية كاملة ، ويُختار منها 3 أشخاص لإجراء التجربة عليهم. سنفتح الباب لتقديم الطلبات الجديدة لمدة سبعة أيام فقط"


وكتبت الجريدة خبر قصير يحكي عن تجربة سيدة من شبرا الخيمة "في الحلقة السادسة من عمرها .. كانت مريضة بآلام الروماتيزم وارتفاع الضغط وازدياد كميات الملح في البول . استخدمت دواء هـ- 3 لمدة 8 أشهر . تناولت 72 حقنة .. زالت آلام الروماتيزم . نزل الضغط"..
والأعجب أن "ثلث شعر السيدة تقريبا كان أبيض اللون ، فاختفي الشعر الأبيض ، وحل محله شعر أسود كستنائي" . هكذا كتبت الجريدة ! 
وبدت على العجوز مظاهر الحيوية  "كانت تستيقظ كل يوم من نومها في حالة خمول . أصبحت تستيقظ الآن في الساعة السابعة صباحا ، وفي حالة واضحة من النشاط والحيوية ، وقد بدت على وجهها دلائل الصحة ، مما دعا قريبها أن يوقف علاجها اكتفاء بهذه النتائج الباهرة "
وتأثير العلاج ليس وقتيا وإنما يستمر طويلا حيث تردف الجريدة " لقد أوقف العلاج منذ أكتوبر عام 1958 أي منذ 13 شهرا ، ولم تتأخر صحتها ، ولا تزال محتفظة بحيويتها ونشاطها "

وحمي تجربة الدواء انهالت على الجريدة " وقد اتصل بنا أكثر من شخص في القاهرة وفي الإسكندرية ممن يستخدمون الدواء الجديد ، وكلهم أبلغنا بالنتائج الباهرة التي لاحظها على صحته بعد استخدام الدواء ، وستوالي الأخبار نشر هذه الحالات بعد تحقيقها"

هذه هي الحالة أو الحالات المصرية التي استخدمت العقار السحري. ولكن ما هي قصته؟

ليس مصريا وإنما رومانيا 

عقار إعادة الشباب ليس مصريا ، وإنما اخترعته أو اكتشفته – لا فارق – عالمة تنتمي إلى الكتلة الشيوعية ، وبلد يقارب ظروف مصر في تلك الفترة . رومانيا . العالمة الرومانية اسمها " أنا اصلان".. وبدأت تجاربها حينما قرأت بالصدفة بحثا علميا حول مادة " النوفوكايين" ودورها في تجديد خلايا الجسم ..
وقد عارضها أستاذها مؤكدا أنها لن تصل إلى نتيجة ، لكنه سرعان ما غير رأيه بعدما رأي من النتائج الباهرة !..
وعرضت العالمة نتائج عملها على الحكومة الرومانية التي أيدتها بكل الإمكانيات لإكمال تجارها.

وعلى خطي الطبيب الذي انتقل فيروس الكبد الوبائي ( C) إلى الجاكت الذي يرتديه ، قام طبيب مصري بزيارة رومانيا أكثر من مرة ليتعرف بالصدفة السعيدة على دواء إعادة الشباب وينقل إلى بلادنا المحروسة العقار الذي يقاوم أعراض الشيخوخة ويهزمها بالضربة القاضية.

كانت رحلة الدكتور أديب حليم الأولي إلى رومانيا فى مارس 1956 .. ولم تكن زيارته للحصول على الدواء وإنما لأعمال أخري  ، ولكنه سمع عن معهد البرفسورة الرومانية .. ومن يومها توالت زيارته لها مرتين كل عام.

وتقص علينا الأخبار هذا الخبر العجيب ، "فقد رأي الدكتور حليم الرجل الذي اصطحبته العالمة الرومانية معها في رحلتها إلى لندن . إن عمره 113 عاما ، ولكنه يستطيع أن يتشقلب على المكتب أمام أي شخص ، وكأنه بلهوان شاب "

وزارة الصحة المصرية من جانبها استقر رأيها أن تستورد من رومانيا كميات من الدواء تكفي لتجربته على 20 شخصا .. وحذرت من استخدام الدواء قبل تسجيله والإذن بتداوله .