السبت، 22 مارس 2014

على خطي جهاز الكفتة.. إعلام العسكر في 1959 يروج لدواء يعيد الشباب ويهزم الشيخوخة والشعر الأبيض




جريدة "الأخبار" تروج على صفحتها الأولي للعقار السحري الذي يقلب موازين الطب

الجريدة تحكي قصة عجوز شفاها الدواء من أمراض الروماتيزم والضغط وأعاد شعرها للون الكستنائي


ما أشبه الليلة بالبارحة
في 2014 يتم الإعلان عن جهاز يشخص وآخر يعالج أمراض الكبد وفيروس الايدز وأنفلونزا الخنازير ..
وبعدها تنطلق كتيبة التطبيل في الإعلام المؤيد للسلطة الراهنة عن الاختراع العظيم الذي يعالج أمراض استعصت على كبرى المؤسسات العلمية العالمية .. ولا تنسي أيضا أن تضيف للاختراع كرامات آخري ليفيد في علاج السرطان والصدفية وكل الأمراض التي استعصت على أطباء البشرية منذ أيام مينا وإيموحتب أبو الطب المصري !

وفي الثاني من ديسمبر عام 1959 خرجت جريدة "الأخبار" وعلى صدر صفحتها الأولي بمانشيت يزف بشري سارة لجماهير الجمهورية العربية المتحدة (مصر سابقا) بالإعلان عن دواء يعيد الشباب ..
يقول المانشيت السار:
مطلوب 3 أشخاص
لتَجرب "الأخبار" عليهم دواء إعادة الشباب

وفي النصف الأسفل من الصفحة الأولي أفردت الجريدة 3 أعمدة للحديث عن الدواء السحري الذي سيفوق تأثيره زئبق الفراعنة الأحمر ، وسيكون له مردوده الإيجابي على  لصوص مقابر المصريين القدماء ويدعوهم إلى التوقف عن النبش وإقلاق راحة الأجداد .. فها هو الدواء العجيب في المتناول.

تقول الجريدة " استطاعت الأخبار أن تحصل على كميات من دواء إعادة الشباب (هـ- 3) تكفي لتجربتها على ثلاثة أشخاص سيدات ورجالا . اتفقت الأخبار مع أربعة أطباء اخصائيين على استخدام الدواء الجديد على ثلاثة مرضي سيراعي في اختيارهم نوع المرض وكبر السن. مئات الطلبات التي تقدم أصحابها إلى الأخبار ستفحص بعناية كاملة ، ويُختار منها 3 أشخاص لإجراء التجربة عليهم. سنفتح الباب لتقديم الطلبات الجديدة لمدة سبعة أيام فقط"


وكتبت الجريدة خبر قصير يحكي عن تجربة سيدة من شبرا الخيمة "في الحلقة السادسة من عمرها .. كانت مريضة بآلام الروماتيزم وارتفاع الضغط وازدياد كميات الملح في البول . استخدمت دواء هـ- 3 لمدة 8 أشهر . تناولت 72 حقنة .. زالت آلام الروماتيزم . نزل الضغط"..
والأعجب أن "ثلث شعر السيدة تقريبا كان أبيض اللون ، فاختفي الشعر الأبيض ، وحل محله شعر أسود كستنائي" . هكذا كتبت الجريدة ! 
وبدت على العجوز مظاهر الحيوية  "كانت تستيقظ كل يوم من نومها في حالة خمول . أصبحت تستيقظ الآن في الساعة السابعة صباحا ، وفي حالة واضحة من النشاط والحيوية ، وقد بدت على وجهها دلائل الصحة ، مما دعا قريبها أن يوقف علاجها اكتفاء بهذه النتائج الباهرة "
وتأثير العلاج ليس وقتيا وإنما يستمر طويلا حيث تردف الجريدة " لقد أوقف العلاج منذ أكتوبر عام 1958 أي منذ 13 شهرا ، ولم تتأخر صحتها ، ولا تزال محتفظة بحيويتها ونشاطها "

وحمي تجربة الدواء انهالت على الجريدة " وقد اتصل بنا أكثر من شخص في القاهرة وفي الإسكندرية ممن يستخدمون الدواء الجديد ، وكلهم أبلغنا بالنتائج الباهرة التي لاحظها على صحته بعد استخدام الدواء ، وستوالي الأخبار نشر هذه الحالات بعد تحقيقها"

هذه هي الحالة أو الحالات المصرية التي استخدمت العقار السحري. ولكن ما هي قصته؟

ليس مصريا وإنما رومانيا 

عقار إعادة الشباب ليس مصريا ، وإنما اخترعته أو اكتشفته – لا فارق – عالمة تنتمي إلى الكتلة الشيوعية ، وبلد يقارب ظروف مصر في تلك الفترة . رومانيا . العالمة الرومانية اسمها " أنا اصلان".. وبدأت تجاربها حينما قرأت بالصدفة بحثا علميا حول مادة " النوفوكايين" ودورها في تجديد خلايا الجسم ..
وقد عارضها أستاذها مؤكدا أنها لن تصل إلى نتيجة ، لكنه سرعان ما غير رأيه بعدما رأي من النتائج الباهرة !..
وعرضت العالمة نتائج عملها على الحكومة الرومانية التي أيدتها بكل الإمكانيات لإكمال تجارها.

وعلى خطي الطبيب الذي انتقل فيروس الكبد الوبائي ( C) إلى الجاكت الذي يرتديه ، قام طبيب مصري بزيارة رومانيا أكثر من مرة ليتعرف بالصدفة السعيدة على دواء إعادة الشباب وينقل إلى بلادنا المحروسة العقار الذي يقاوم أعراض الشيخوخة ويهزمها بالضربة القاضية.

كانت رحلة الدكتور أديب حليم الأولي إلى رومانيا فى مارس 1956 .. ولم تكن زيارته للحصول على الدواء وإنما لأعمال أخري  ، ولكنه سمع عن معهد البرفسورة الرومانية .. ومن يومها توالت زيارته لها مرتين كل عام.

وتقص علينا الأخبار هذا الخبر العجيب ، "فقد رأي الدكتور حليم الرجل الذي اصطحبته العالمة الرومانية معها في رحلتها إلى لندن . إن عمره 113 عاما ، ولكنه يستطيع أن يتشقلب على المكتب أمام أي شخص ، وكأنه بلهوان شاب "

وزارة الصحة المصرية من جانبها استقر رأيها أن تستورد من رومانيا كميات من الدواء تكفي لتجربته على 20 شخصا .. وحذرت من استخدام الدواء قبل تسجيله والإذن بتداوله .


ليست هناك تعليقات: