الأحد، 23 مارس 2014

مجلة المصور تروج لسفينة فضاء مصرية عام 1965 !



الإعلام أفيون الشعوب..
مجلة المصور تروج لسفينة فضاء مصرية عام 1965 !

في عدد المصور الصادر بتاريخ 16 إبريل 1965 ، وقبل الهزيمة بعامين وشهرين ، تصدر الغلاف مانشيت رئيسي ، تفرغ له الغلاف كاملا ، لم تزاحمه أي إشارات لموضوعات أخري ، العنوان المفاجأة كان يضم في الواقع 3 عناوين ، عنوان تمهيدي بحجم صغير " سر يذاع لأول مرة " يليه العنوان الرئيسي وبالحجم الأكبر " سفينة الفضاء المصرية" وأخيرا عنوان ثانوي تحت الرئيسي يحمل " تحقيق كامل بالصور"!

التحقيق الذي يشغل 10 صفحات بالصور من المجلة – التي تمتلك شبكة الإعلام العربية "محيط" بنسخة منها - يبدأ بمقدمة مشوقة يقول فيها المحرر الصحفي " 96 ساعة مضت قبل أن أحصل على موافقة خاصة بدخول منطقة الأسرار .. منطقة أبحاث الفضاء المصرية .. ومضت بنا السيارة إلى مكان ما في منطقة ما ببلادنا لنعيش ساعات غير متصلة قصة كفاح علمي عسكري مدني ينتهي بنا إلى إطلاق أول كبسولة فضاء عربية تحمل كائنا بشريا حيا مصريا إلى الفضاء الخارجي".

ويحدثنا المحرر الصحفي عن مغامرته داخل وحدة أبحاث الفضاء فيقول إن "المنطقة محاطة بأسوار مرتفعة شيدت بطبقتين من الأسمنت المسلح ، والباب كبير هائل" .. "وفي الداخل شيدت غرفة الضغط من الصلب والحديد ، وهي الغرفة التي يمكن أن تقول عنها أنها أشبه بسفينة فضاء فوق الأرض ، تفاصيل بنائها من الداخل قريبة جدا من تفاصيل سفينة الفضاء السوفيتية فوسخود 2"
ويضيف " إن أبحاث الفضاء المصرية يعمل بها قطاعان ، قطاع عسكري وآخر مدني ، والقطاعان يتعاونان منذ أعوام قليلة في الإعداد لإطلاق القمر الصناعي المصري والكبسولة المصرية".

ويزف المحرر بشري للقراء بأنه بناء على توجيهات الرئيس عبد الناصر تقوم "لجنة مكونة من علماء القوات الجوية والصواريخ وبعض الأطباء المصريين وعلماء الفلك والهندسة يعدون برنامجا دراسيا سيخصص للدراسات العليا التي تعدها جامعة القاهرة لأبحاث الفضاء كي يتخرج إلى الحياة جيل جديد من الجامعيين الدارسين للفضاء وعلومه حتى لا يصبح الأمر وقفا على علماء القوات المسلحة".
ومع تحليق الطيران الإسرائيلي فوق الأراضي المصرية فجر الخامس من يونيو استمرت أكاذيب النظام السياسي / الإعلامي المصري ، وتصدرت الصحف مانشيتات من نوعية  " المعركة الفاصلة تدور الآن داخل إسرائيل .. قواتنا تسلمت زمام المبادأة وتوغلت داخل إسرائيل بعد أن دمرت دباباته ، وأحبطت محاولاته للهبوط بالهليوكوبتر..
سلاح الجو الإسرائيلى يلقى أكبر هزيمة فوق الأرض العربية .. 86 طائرة أسقطها سلاحنا الجوى و50 أسقطتها سوريا و23 أسقطتها الأردن والعراق 7 وواحدة لبنان"

وفي مارس 1968 خرجت مظاهرات غاضبة غاصت بها شوارع القاهرة احتجاجاً على الأحكام المخففة التى صدرت بحق قادة سلاح الطيران المتهمين بالتقصير في حرب 1967 ، وهتفت " وديتوا فين فلوسنا.. واليهود بتدوسنا" ، واتجهت المظاهرات إلى مبنى جريدة "الأهرام" وهتفت "عاوزين صحافة حرة.. العيشة بقت مُرّة "  وأشعل المتظاهرون النيران فيما كانوا يحملونه من صحف.

واستفاد النظام السياسي والإعلامي من درس الهزيمة ، والتزم عبد القادر حاتم وزير الإعلام أثناء حرب أكتوبر 1973 بعرض الحقائق كاملة على الرأي العام المصري ، مما كان أكبر في الأثر في التفاف الجماهير حول الإذاعة المصرية ، وعدم الانسياق وراء الإعلام الإسرائيلي الذي أصيب وقتها بأمراض الإعلام المصري في 1967.

ليست هناك تعليقات: