تمتلئ كتب التاريخ باحاديث كلها تجمع علي أن الخلافة في قريش , ولنأخذ بعضها :
"الأئمة من قريش ما حكموا فعدلوا , ووعدوا فوفوا , واسترحموا فرحموا" أخرجه الامام أحمد
"الملك في قريش, والقضاء في الانصار , الاذان في الحبشة"
"الخلافة في قريش , والحكم في الانصار , والدعوة في الحبشة "
ونلاحظ أن جميع هذه الأحاديث التي ذكرناها وغيرها ممن لم نزكرها أجمعت علي ان الحكم لابد أن يكون مستقره بين قريش , وأن اختلف مسمي الحكم , فالأمامة والملك والخلافة كلها أشكال للسلطان والسيادة.
ودعونا نتتدبر قليلا هذه المرويات
بأي حق يكون لقريش الحكم؟
ألفضل لهم في الأسلام؟
هل سبقوا غيرهم من المسلمين بشئ؟
لقد عاندت قريش رسول الله صلي الله عليه وسلم في دعوته سنوات طوال , واذاته وأصحابه اشد الايذاء
في المرحلة المكية والتي استمرت ثلاثة عشرة عاما وقفوا أمام دعودة الرسول بالمرصاد , حاولوا ما استطاعوا أن يغلقوا امامه اي منفذ لتبليغ دعوته , علي الرغم من أنه صلي الله عليه وسلم كان يرجوهم أن يخلوا بينه وبين العرب , أي يتركوه يبلغ رساله ربه , فإن نجح فنجاحه هو نجاح لقريش فهو واحد منهم , ,وأن فشل فالعاقبة عليه وحده, لكنهم رفضوا الاستجابة وعاندوا واستكبروا
بل قاطعوا وحاصروا بني هاشم في شعب بني طالب ثلاث سنوات في امتحان عسير من الله لصبر المؤمنين.
ولما أيقن الرسول من عناد مشركي مكة , بدأ في البحث عن مكان يتخذه مركزا لنشر الاسلام, وكانت الهجرة الي المدينة المنورة , وفي المرحلة المدنية بدأ الصراع المسلح بين المسلمين ومكة مروا بغزوة بدر وأحد والخندق
ولم تدخل قريش الاسلام إلا بعد أن انهكت قواها في حروبها ضد الأسلام , فاستسلمت مكة لجيش الرسول عام 8 هجريا , وعفي عنهم رسول الله قائلا لهم "اذهبوا فإنتم الطلقاء" أي أنتم احرار لا عقوبة ولا انتقام علي ما اقترفتموه في حق المسلمين المستضعفين.
وحينما فتح الرسول مكة دخلت قريش الاسلام , لكن يبدو انه لم يكن عن اقتناع ففي غزوة حنين والتي خاضها الرسول مباشرة بعد فتح مكة ضد قبائل ثقيف فرحت قريش بهزيمة المسلمين في بداية المعركة , لكن بفضل ثبات أسدنا الشجاع محمد بن عبدالله صلي الله وسلم استطاع الرسول أن يحول الهزيمة الي انتصار عظيم
وحينما جاء وقت توزيع غنائم المعركة , وكانت من الكثرة بمكان , أعطي رسول الله قريش الكثير ليؤلف قلوبهم إلي الأسلام , فكان يعطي الرجل منهم ويقول له هل رضيت , ويستمر يذيده حتي يقول الواحد منهم قد رضيت.
وعندما انتقل الحبيب الي جواره ربه , أراد بعضهم النكوص عن الاسلام فقد ظنوا أنه انتهي مع موت رسول الاسلام محمد صلي الله عليه وسلم, لكن وقف فيهم سهيل بن عمرو محذرا لهم أنهم كانوا اخر من دخل الاسلام فلا يكونوا اول من الخارجين.
أبعد هذا اتكون الخلافة لقريش؟
وهل جاء الاسلام ليؤسس سلطانا سياسيا؟
وهل من رسالة محمد أقامة سلطان سياسي اسمه الخلافة يخضع له جميع المسلمين؟
واذا كان لقريش السيادة علي العرب في الجاهلية, أتكون لها السيادة علي سائر الأمم التي تدخل الاسلام؟
فاذا كان عرب الجزيرة يدركون ما قريش من مكانة , فهل ينبغي ان تدرك ذلك سائر الامم؟
واذا كان أغلب الصحاب العظام من قريش أيكون هذا سببا كافيا لتكون لها السيادة والزعامة علي سائر مسلمي العالم؟ واين الصحابة من الانصار؟ واين الصحابة من الأمم الأخري؟