الثلاثاء، 29 يوليو 2008

يا حرية.. يا زهرة برية

تمتلئ كتب التاريخ باحاديث كلها تجمع علي أن الخلافة في قريش , ولنأخذ بعضها :

"الأئمة من قريش ما حكموا فعدلوا , ووعدوا فوفوا , واسترحموا فرحموا" أخرجه الامام أحمد

"الملك في قريش, والقضاء في الانصار , الاذان في الحبشة"

"الخلافة في قريش , والحكم في الانصار , والدعوة في الحبشة "

ونلاحظ أن جميع هذه الأحاديث التي ذكرناها وغيرها ممن لم نزكرها أجمعت علي ان الحكم لابد أن يكون مستقره بين قريش , وأن اختلف مسمي الحكم , فالأمامة والملك والخلافة كلها أشكال للسلطان والسيادة.

ودعونا نتتدبر قليلا هذه المرويات

بأي حق يكون لقريش الحكم؟

ألفضل لهم في الأسلام؟

هل سبقوا غيرهم من المسلمين بشئ؟

لقد عاندت قريش رسول الله صلي الله عليه وسلم في دعوته سنوات طوال , واذاته وأصحابه اشد الايذاء

في المرحلة المكية والتي استمرت ثلاثة عشرة عاما وقفوا أمام دعودة الرسول بالمرصاد , حاولوا ما استطاعوا أن يغلقوا امامه اي منفذ لتبليغ دعوته , علي الرغم من أنه صلي الله عليه وسلم كان يرجوهم أن يخلوا بينه وبين العرب , أي يتركوه يبلغ رساله ربه , فإن نجح فنجاحه هو نجاح لقريش فهو واحد منهم , ,وأن فشل فالعاقبة عليه وحده, لكنهم رفضوا الاستجابة وعاندوا واستكبروا

بل قاطعوا وحاصروا بني هاشم في شعب بني طالب ثلاث سنوات في امتحان عسير من الله لصبر المؤمنين.

ولما أيقن الرسول من عناد مشركي مكة , بدأ في البحث عن مكان يتخذه مركزا لنشر الاسلام, وكانت الهجرة الي المدينة المنورة , وفي المرحلة المدنية بدأ الصراع المسلح بين المسلمين ومكة مروا بغزوة بدر وأحد والخندق

ولم تدخل قريش الاسلام إلا بعد أن انهكت قواها في حروبها ضد الأسلام , فاستسلمت مكة لجيش الرسول عام 8 هجريا , وعفي عنهم رسول الله قائلا لهم "اذهبوا فإنتم الطلقاء" أي أنتم احرار لا عقوبة ولا انتقام علي ما اقترفتموه في حق المسلمين المستضعفين.

وحينما فتح الرسول مكة دخلت قريش الاسلام , لكن يبدو انه لم يكن عن اقتناع ففي غزوة حنين والتي خاضها الرسول مباشرة بعد فتح مكة ضد قبائل ثقيف فرحت قريش بهزيمة المسلمين في بداية المعركة , لكن بفضل ثبات أسدنا الشجاع محمد بن عبدالله صلي الله وسلم استطاع الرسول أن يحول الهزيمة الي انتصار عظيم

وحينما جاء وقت توزيع غنائم المعركة , وكانت من الكثرة بمكان , أعطي رسول الله قريش الكثير ليؤلف قلوبهم إلي الأسلام , فكان يعطي الرجل منهم ويقول له هل رضيت , ويستمر يذيده حتي يقول الواحد منهم قد رضيت.

وعندما انتقل الحبيب الي جواره ربه , أراد بعضهم النكوص عن الاسلام فقد ظنوا أنه انتهي مع موت رسول الاسلام محمد صلي الله عليه وسلم, لكن وقف فيهم سهيل بن عمرو محذرا لهم أنهم كانوا اخر من دخل الاسلام فلا يكونوا اول من الخارجين.

أبعد هذا اتكون الخلافة لقريش؟

وهل جاء الاسلام ليؤسس سلطانا سياسيا؟

وهل من رسالة محمد أقامة سلطان سياسي اسمه الخلافة يخضع له جميع المسلمين؟

واذا كان لقريش السيادة علي العرب في الجاهلية, أتكون لها السيادة علي سائر الأمم التي تدخل الاسلام؟

فاذا كان عرب الجزيرة يدركون ما قريش من مكانة , فهل ينبغي ان تدرك ذلك سائر الامم؟

واذا كان أغلب الصحاب العظام من قريش أيكون هذا سببا كافيا لتكون لها السيادة والزعامة علي سائر مسلمي العالم؟ واين الصحابة من الانصار؟ واين الصحابة من الأمم الأخري؟

أخواني , الأسلام لا يتعصب لجنس علي حساب جنس اخر, الكل عند الله سواء , "لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي"

الثلاثاء، 22 يوليو 2008

رحلة الإسلام إلي الفلبين

قبل أن تبدأ معى رحلة الاسلام عليك أن تتسلح بسلاح فتاك , سلاح بدونه ستفقد نصف قوتك, سلاحنا الهام هو أطلس للخرائط
ولمن يملك قدرة مالية أنصحه بكتاب الدكتور حسين مؤنس "أطلس تاريخ الاسلام"
ولنبدأ الرحلة

بدأت الرحلة في القرن السادس الهجري علي يد التجار المسلمين.
كانت قاعدة انطلاق التجار في جنوب الجزيرة العربية في كلا من اليمن و عمان , ومن غريب الأمور أن يتجه تجار اليمن إلي شرق آسيا في توجه تجار عمان إلي شرق أفريقيا , مع أن أفريقيا اقرب إلي اليمن , ولعل السر في ذلك هو رغبة التجار في الاستفادة من اتجاه الرياح البحرية.
انتشر الإسلام في سواحل الهند بمجرد أن وطئت أقدام التجار هذه الشؤاطئ, فقد بهروا الناس بأمانتهم وأخلاقهم ودينهم البسيط , فكانوا خير سفراء للإسلام
اقبل الهنود علي دين الله أفواجا وارتفع صوت الأذان عاليا , لكن لم تنتهي الرحلة بعد فقد دارت السفن حول شبة القارة الهندية لتصل إلي "ملقا" ومنها إلي اندونيسيا.
اتخذ التجار من الملايو قادة لنشر الإسلام , وبدأت أقدام المسلمين تطأ ارض الفلبين مع بداية القرن السادس الهجري, كان أول مكان عرف نور الإسلام جنوب الفلبين" وهو الوحيد ألان الذي مازال يدين بالإسلام"
أعجب سكان هذه الجزر بالدين الإسلامي واعتنقوه عن اقتناع , وأسس المسلمين عدة ولايات في الجنوب كان أشهرها "سلطنة صولو" , وكانت أكبر المدن مدينة "آمان الله", والتي تبدل اسمها الآن إلي مانيلا.

صار الإسلام يتقدم من الجنوب إلي الشمال الذي كان سكانه من الوثنيين حتي فؤجي السكان الآمنين بقدوم سفن تحمل أقوام غرباء , لم يكونوا تجار يطلبون التجارة والربح, بل كانوا غزاة, أقوام كرهوا الإسلام حتي النخاع, يتمنون الموت ولا يتمنوا للإسلام الحياة.

لقد جاء الأسبان بقيادة ماجلان, الذي خرج بعدة سفن من اسبانيا لكي يصل إلي الهند عبر المحيط الأطلنطي, وبالفعل سبحت سفنه جنوبا حتي وصلت الي أقصي جنوب أمريكا الجنوبية ,ومن هناك عبر مضيق أطلق عليه اسمه فيما بعد ليصل إلي المحيط الهادي , وأطلق عليه هذا الاسم لهدوء أمواجه مقارنة بالمحيط الأطلنطي.

وصلت سفن ماجلان بعد رحلة طويلة إلي جزر الفلبين عام 1521 م ... وحاول احتلال بعد الجزر لكنه قتل أثناء احدي المعارك نع المسلمين, فأبحرت السفينة الباقية من أسطوله لتعبر المحيط الهندي وتجتاز رأس الرجاء الصالح وتصل إلي اسبانيا بعد رحلة استمرت ثلاثة سنوات.

أرسلت اسبانيا والتي كانت تحمل كرة شديد لكل ما هو عربي وإسلامي سفن حربية لاحتلال الفلبين, ولاقت جميع محاولاتها الفشل بسبب شدة مقاومة المسلمين حتي نجحت في أن تثبت أقدامها عام 1571 م , واستمرت تحكم بالحديد والنار جزر الفلبين لمدة 33 3 عاما حتي القرن العشرين.

وأطلق الأسبان اسم الفلبين علي مجموعة الجزر التي تقع في شرق آسيا كهدية إلي فيليب ولي عهد عرش اسبانيا آنذاك... استطاع الأسبان أن يصدوا وقف الزحف الإسلامي, فتوقفت مسيرة الإسلام في جزر الفلبين , لكن استطاع المسلمين الحفاظ علي هويتهم ودياناتهم علي الرغم من حملات التنصير الرهيبة التي مارسها الأسبان , ودخل ثوار المسلمين في معارك لا تهدأ مع القوات الاسبانية المحتلة, لكن أخذ عدد المسلمين في التناقص التدريجي حتى فارب 50 % من عدد السكان مع بداية القرن العشرين, وستمر هذا التناقص حتي انحصر الإسلام في أقصي جنوب الفلبين في منطقة أطلق عليها الأسبان شبة جزيرة مورو

والمورو هنا يقصد بها المسلمين... ولهذه التسمية مأساة...فهي الاسم الذي أطلقه الأسبان علي مسلمي اسبانيا..وإذا نظرت في اقرب قاموس يقع في يديك ستجد أن كلمة مورو تعني بربري , مسلم , عربي , متوحش...أي أن الأسبان نقلوا حقدهم علي الإسلام من أوربا إلي أقصي شرق أسيا.

ومازال مسلمي شبة جزيرة مورو يطالبون بحريتهم , ويرفعون صوتهم مطالبين بالحكم الذاتي وهو ما ترفضه حكومة مانيلا

الآن عليك أن تعرف أن الإسلام لم ينتشر أبدا بحد السيف, وإلا فقول لي كم قطرة دم أراقها الإسلام في الفلبين؟..الإجابة ولا قطرة.
أخيرا : دعوة صادقة من قلبك لمسلمي الفلبين.

الأحد، 13 يوليو 2008

رحلة الأسلام عبر العالم

من الأشياء التي تشدني أكثر إلي الأسلام , رحلته العجيبة حول قارات العالم المختلفة , فقد زرع الرسول صلي الله عليه وسلم شجرة الأسلام في قلب الجزيرة العربية , ولم يمر وقت طويل حتي وصل الأسلام إلي اقاصي الكرة الأرضية في رحلة أسطورية لم تتحقق من قبل , فقد أينعت شجرة الأسلام وأرسلت فروعها إلي كل مكان تواجد به بشر ذوي ألباب

ومن بين أسباب رغبتي في تناول هذا الموضوع هو أتهام البعض للأسلام بأنه أنتشر بحد السيف , وقد أخطاؤا في ذلك , وسوف نزكر في شكل سلسلة مقالات أماكن وصل اليها الاسلام دون أن تراق قطرة دم واحدة ,
أعلم أنك ستقول أنني سوف أتحدث عن أندونيسيا , لكني أطمئنك , فسوف ننتبع رحلة الأسلام إلي أماكن لم تكن تتخيل أن الأسلام وصلها

ملحوظة : سوف أبدأ في نشر هذه الحلقات أن شاء الله بعد أنتهاء أمتحانات التعليم المفتوح