الأحد، 9 نوفمبر 2008

الأندلس..الفردوس المفقود

الأندلس..فردوسنا المفقود

يكفي أن يتوار د إلينا أسم الأندلس لتثار في أذهاننا صور شتي.

الأندلس ..يثير في خيالنا صور حدائق غناء ..تكثر فيها الطيور..وملك يسامر وزيره ..وأمير يسير مع حسناء..أنهار تجري بالخيرات.
باختصار الأندلس قطعة من الجنة

حينما يزكر أسم الأندلس نبكي علي ملك فقدناه ..بعضنا يحفظ قول أم عبد الله أخر ملوك الأندلس حينما خر ج منها لأخر مرة , وجاءت منه التفاته إلي ملكه السابق فخرجت من عينيه دمعه علي أرضه "زفرة العربي كما يسميها الأسبان" قالت له أمه :

أبك مثل النساء ملكا مضاعا .........لم تحافظ عليه مثل الرجالا

وبكي, ولكي لا أطيل أقول باختصار :

هناك صور نمطية عن الأندلس, فالحقائق الجغرافية والتاريخية تقول أن المسلمين استقروا في جنوبي أسبانيا وهي منطقة قليلة الأمطار , وأرضها شحيحة في المعادن في حين أن الشمال الذي سيطر عليه نصاري أسبانيا غني في أمطاره ومعادنه لكن كان الجنوب منارة للعلم والحضارة , ومنه تعلمت أوربا علومها الحديثة وعبرت علي جسره من ظلمات عصورها الوسطي إلي مشارف الحضارة الحديثة .

الحق اقول أن المسلمين بدأبهم استطاعوا أن يستغلوا الأراضي التي ملكوها أفضل استغلال , زرعوا الأراضي بأنواع الفواكه المختلفة , حتي مساجدهم زرعوا فيها أشحار البرتقال وهي ظاهرة لا توجد في بلاد العالم الإسلامي إلا في اسبانيا, برع المسلمين في الزراعة ونقل المياه إلي الأماكن التي لا تصلها ..ومن منا يعلم أن المسلمين زرعوا جبال قرطبة!!!

لقد كانوا قوما عرفوا كيف يقيموا لأنفسهم ملكا يحظي باعجاب الجميع ...بالعلم والعمل وصولوا إلي ما وصلوا إليه... وأنا لست مؤرخا, كما لا أجد داعيا لكي أسرد مظاهر تقدم حضارة المسلمين في الأندلس ..كل ما أريد ان أقوله أنهم حققوا ما حققوه بالعلم والعمل وحولوا أرضا فقيرة إلي جنة.

واذا كنا نبكي الأن علي الأندلس المفقود فليس هذا بوقت بكاء , فالأندلس ضاعت أرضه لكن لم يضع تاريخه , وعلينا أن نتعلم الدرس ..بلادنا يمكن أن نصيرها أندلس اذا عملنا بالعلم والأيمان ..بلادنا كقطعة ذهب تحتاج منا أن نجلو عنها صدأ الزمان.

ليست هناك تعليقات: