الاثنين، 20 يونيو 2016

خنجر سليمان الحلبي يحل معضلة الصراع بين الشرق والغرب!


كتب - سيد حامد 

في ثورة القاهرة الثانية قدم المصريون الثوار الحل للإشكالية الفكرية العويصة التي حيرت الكتًاب والمفكرين، وكانت سببا في سكب أطنان من الحبر على آلاف من الصفحات، بحثا عن حل للمعضلة الكبرى: كيف السبيل إلى نهضة الدول العربية والإسلامية والشرقية؟ هل بإتباع الغرب في كل شيء، حلوه ومره؟ أم ننقل عنه ما يتوافق مع الشرق وأخلاقنا؟

كان جواب تلك الإشكالية يبدو واضحا في شوارع القاهرة وحواريها في ثورتها الثانية على جيش الحملة الفرنسية، جواب بعيد تماما عن تلك الثنائية: الحل هو تحدي الغرب!
التحدي هو الذي يولد طاقة لكي تقاوم، لكي تتفوق، لا لكي تحاول اللحاق في ركابه والعيش في ظله، وإنما لكي تسبقه، وتتجاوزه في ركب الحضارة والثقافة. 

يقول الجبرتي في وصف ثورة القاهرة الثانية على الجيش الفرنسي وقائده المتكبر كليبر "فقد أنشأوا في أربع وعشرين ساعة معملا للبارود في بيت قائد آغا بالخرنفش، وأنشأوا معملا لإصلاح الأسلحة والمدافع، ومعملا آخر لصنع القنابل وصب المدافع جمعوا له الحديد والآلات والموازين وأخذوا يجمعون القنابل التي تتساقط من المدافع الفرنسية في الشوارع، ويستعملونها قذائف جديدة للضرب".
ويضيف الجبرتي "وأحضروا ما يحتاجون إليه من الأخشاب وفروع الأشجار والحديد وجمعوا إلى ذلك الحدادين والنجارين والسباكين وأرباب الصنائع الذين يعرفون ذلك فصار هذا كله يصنع ببيت القاضي والخان الذي بجانبه والرحبة التي عند بيت القاضي من جهة المشهد الحسيني".

يقول مسيو مارتان، أحد مهندسي الحملة، وكان شاهد عيان لتلك الثورة "لقد قام سكان القاهرة بما لم يستطع أحد أن يقوم به من قبل، فقد صنعوا البارود، وصنعوا القنابل من حديد المساجد وأدوات الصناع، وفعلوا ما يصعب تصديقه، صنعوا المدافع"[1].     

قدمت ثورة القاهرة الثانية الحل والجواب، من يريد التقدم عليه أن يرفض الغرب، يرفض الانكسار والانسحاق له، ويدافع عن ذاته، يبذل قصاره جهده للحفاظ على روحه، ومن ثاروا ورفضوا الغرب ومحاولاته المعسولة لاكتساب القلوب صمدوا أمام أقوي جيش أوروبي لمدة 33 يوما!

خمسة أسابيع كاملة وقاهرة أول القرن التاسع عشر تقاتل أقوي جيوش أوروبا، فيما سحق كليبر الجيش العثماني في بعض يوم، فلم يستغرق خروجه واشتباكه مع الجيش العثماني ثم دخوله المدينة أكثر من 15 ساعة، وبقيت القاهرة وحدها تقاوم!

قاومت القاهرة، وعملاء الاستعمار يسددون إلى ظهرها الخناجر، الوغد مراد بك يفرض على المدينة المقاومة حصارا، ويمنع وصول الأغلال والأقوات، والمعلم يعقوب يدافع من قلعته عن أمواله.

قاومت القاهرة كأعظم ما تكون المقاومة، من بيت إلى بيت بالمعني الحرفي للكلمة، وجاءت من بعدها رشيد وصمدت أمام الجيش البريطاني في 1807، لكن حينما تولي عملاء الغرب الحكم، وغربوا بلادنا، سقطت مدننا بسهولة، تساقطت أمام جيوش الإنجليز في 1882 كأوراق الشجر، وكلما زاد التغريب تسارعت خطي الاستسلام! 

ولم تستسلم القاهرة، وإنما سحقت وأبيدت، صب عليها كليبر قنابله، سوي حي بولاق بالأرض، امتلأت شوارع الحي المجيد بجثث رجاله الأبطال! وبهذا الأسلوب الوحشي تم الانتصار لكليبر وأعظم جيوش أوروبا على القاهرة المنغلقة المتخلفة، قاهرة أول القرن التاسع عشر!

وأقدم كليبر على الانتقام من الشيخ محمد السادات. كان يعلم في قراره نفسه أنه قائد ثورة القاهرة الأولي، وقائد ثورتها الثانية، فأقدم على ما تحرج منه سلفه بونابرت، وعذب الشيخ وحبسه في القلعة، وضربه!
وقال بونابرت في مذكراته إن تعذيب الشيخ السادات أثار السخط بين علماء الأزهر وقطاعات الشعب، واحتدم الغضب إلى رغبة في الانتقام والثأر، فكان الرد اغتيال كليبر، على يد شاب أزهري[2].  
 
في يوم السبت 14 يونيو "وقعت نادرة عجيبة"..
حدث ما كان لابد أن يحدث، قتل سليمان الحلبي، الشاب ذو الأربعة والعشرين ربيعا، قائد جيش الاحتلال الفرنسي بطعنة اخترقت قلبه، وأردته صريعا.

كان كليبر وبصحبته المهندس المعماري بروتان Protian وعضو لجنة العلوم والفنون يتفقدان أعمال الترميم في قصر الألفي بحديقة الأزبكية جراء القنابل التي صبها ثوار القاهرة على مقر القائد العام أثناء أحداث الثورة.

وفي الممر الطويل المظلل بأشجار العنب، تقدم منهما رجل ظنه كليبر شحاذ يستجديه بعض المال، فأشار إليه بالرجوع وهو يقول "مفيش"، وكررها فلم يرجع الرجل، فلما دنا منه عاجله بضربة خنجر مميته أسقطت الجنرال المتكبر مضرجا في دمائه.

وأسرع الرجل الغريب بالفرار، فلحقه المهندس بروتان، واشتبكا في قتال، كان نصيبه منه 6 طعنات، أسقطته بجوار كليبر، وعاد الجاني إلى جثمان الجنرال وسدد إليه 3 طعنات ليتأكد أنه لن يتعافى من ضربات خنجره الأولي.

تمت الجريمة بنجاح، ولاذ الجاني بالفرار، لكن ليس بعيدا، وإنما تواري وراء حائط متهدم في حديقة السراي، ولم يبق في مكان الجريمة إلا عمامته التي مزقها صراعه مع بروتان[3]

لم تكن الحادثة فردية، بل هي من إعداد ذلك التنظيم السري الذي قاد ثورة القاهرة الأولي وأعدم منه نابليون 80 شيخا رميا بالرصاص وألقي بجثثهم من فوق سور القلعة العالي، ثم عاد التنظيم أكثر قوة، وقاد ثورة القاهرة الثانية، التي صمدت 5 أسابيع كاملة، وصنع المدافع والأسلحة.

أما الرواية الرسمية والمستقاة من محاضر التحقيق فتجعل للحلبي "أجندة خارجية"، وأداة اغتيال في يد القادة العثمانيين، والد سليمان واسمه الحاج محمد أمين، تاجر سمن من مدينة حلب، عاني من الغرامات الفادحة التي فرضه عليه والي المدينة العثماني، لهذا ذهب سليمان إلى ضابط بالجيش العثماني اسمه أحمد أغا، والتقي به في القدس، فوعده بمساعدته هو ووالده، ويوصي إبراهيم باشا والي حلب، "ولكن بشرط أنه يروح يقتل أمير الجيوش الفرنساوية"!، ثم أرسله أحمد أغا إلى ياسين أغا حاكم غزة، الذي وعده برفع الغرائم عن أبيه، ويجعل نظره عليه[4].

والرواية الفرنسية إذن تجعل قتل ساري عسكر الجيش الفرنساوي مؤامرة عثمانية يدبر لها اثنين من الأغوات العثمانيين، ويطلبا من شاب صغير عمره 24 عاما السفر من القدس إلى القاهرة، وكأنها المسافة بين السيدة وسيدنا الحسين، ليقتل ساري عسكر الجيش الفرنساوي وسط جيشه وعسكره!

ومصروف السفر الذي يحصل عليه الحلبي عبارة عن أربعين قرشا! ولا يجهزاه حتى بسلاح، وإنما يشتريه الحلبي من سوق غزة "واشتري أول سلاح شافه"[5].

وهذه الأسطورة تقليدية في جميع التحقيقات مع الوطنيين .. فلابد من مؤامرة أجنبية، ويد محركة، ومبلغ من المال يحرك القاتل، لا دوافع وطنية أو دينية!

كان اغتيال كليبر هو خير رد على جرائمه في حق القاهرة وثورتها الثانية والتنكيل والإبادة التي مارسه جيشه في أعقاب هزيمة الثورة.

واللجوء إلى العمل الإرهابي الفردي المسلح تحول طبيعي في المقاومة الشعبية بعد الهزيمة العسكرية من العمل العام إلى العمل تحت الأرض.

وخضع الحلبي لمراقبة دقيقة واختبار محكم من قبل التنظيم لمدة شهر، لم يقتصر على امتحان جديته وتقوية عزيمته بل تخللته مراقبة دقيقة لتصرفات وعادات كليبر[6]، وإعداد خطة محكمة ينفذ من خلالها سليمان الحلبي إلى داخل قصر الألفي وكأنه أحد رجال المعمار المشاركين في ترميم مقر القائد الفرنسي.

ولم يكن للفرنسيين أن يعلنوا عن الدوافع الدينية والوطنية لقاتل قائد جيشهم في مصر، وكان الأسلم لهم أن يحصروا التحقيق على ما وصلوا إليه، واتهام سليمان الحلبي بقتل كليبر بتحريض من الأغوات العثمانيين وتحت تأثير الذهب التركي، خاصة بعدما فشلوا في إثبات وجود صلة بين القاتل وشيخ الجامع الأزهر.

أما سليمان الحلبي فقد قال إنه جاء مصر و"مراده يغازى في سبيل الله، وأن هذه المغازة هي قتل واحد نصراني"، ولهذا اتجه إلى قلب الثورة ومركزها، لأنه يعرف أن قيادة المغازين هناك، وفي الأزهر تلقته إحدى الخلايا، ولازمته طوال شهر كامل، وعرفت أنه الشخص المؤهل لقتل كليبر، المخابرات الفرنسية لا تعرفه، ولا عيونهم المنبثة في كل مكان، ولا يعرفه برطلمين الرومي.

ولا يمكن وصف المحادثة التي تمت بين الحلبي والمشايخ الأربعة بأنها كانت مجرد دردشة أو حوار عادي بين فدائي يقدم على اغتيال أكبر رأس فرنساوي في البلاد ومجموعة من المشايخ الدراويش الذين ينصحوه بالكف عن المحاولة لأن "ربنا أعطي القوة للفرنساوية .. ما أحد يقدر يمنعهم حكم البلاد"[7]، فليس هكذا يتم اغتيال قادة جيوش الاحتلال.

وطوال شهر كامل خضع سليمان الحلبي لمراقبة دقيقة من قبل التنظيم السري، للتأكد من جديته، وتقوية عزمه، ومراقبة تحركات المقتول نفسه، وكيفية النفاذ إليه لقتله، إذ يستحيل على شاب حلبي قادم إلى القاهرة بعد سنوات من الغيبة عنها ويعرف طريقه إلى كليبر بهذه السهولة، والتسلل إلى قصر محمد الألفي دون أن يشك فيه أحد، ثم يميز بينه وبين المهندس الفرنسي المرافق له بسهولة.

نفذت خلية الأزهر أول حادثة اغتيال سياسي فردي في تاريخ مصر الحديثة، وتمت العملية بنجاح منقطع النظير، وقضت الطعنة الأولي على قائد الجيش الفرنسي الذي سحق ثورة القاهرة الثانية وأحرق أحيائها.

ولم ينس التنظيم تلقين خلية الأزهر ما ستقوله إذا ما سقطت في أيدي السلطات، فسليمان الحلبي الذي قُبض عليه في بستان الألفي، وملابسه ملطخة بالدماء وممزقة، والسكين الذي نفذ بها عمليته قريبة منه، ينكر في بداية التحقيقات قتله لكليبر، ويدلي بمعلومات خاطئة عن تاريخ وصوله إلى القاهرة، وسبب ذهابه إلى الجيزة، وأن الفرنسيين لم يقبضوا عليه في بستان قصر الألفي وإنما في قارعة الطريق، فلما ضيقوا عليه الخناق قال إنه تواري في الحديقة لأن خيالة جيش الاحتلال الأوروبي كانت تجوب الطرق، وما كان يقدر أن يذهب للمدينة، ولما سألوه عن الجروح الظاهرة في رأسه قال إنها ناتجة عن ضرب العسكر له حينما أمسكوه به[8].  

وأمام مكر سليمان الحلبي يأمر ساري عسكر مينو بضرب الحلبي بحكم "عوائد البلاد"![9] ورغم التعذيب الوحشي الذي يتعرض له الفدائي الأول يدلي الحلبي بما يريد من اعترافات، وفي أضيق النطاق، فلا يسقط من التنظيم كله إلا الحلبي ومن المشايخ أربعة، يتم القبض على ثلاثة منهم، فيما يفر الرابع، ونلاحظ عدد المتهمين، وهو خمسة، الرقم المفضل لدي التنظيمات السرية في تكوين الخلايا الثورية، سنقابل نفس العدد في تنظيمات جمعية العروة الوثقي والحزب الوطني والإخوان المسلمين.

ويقبض الفرنسيون على أعضاء الخلية: عبد الله الغزي، محمد الغزي، أحمد الوالي[10]، يقبضون عليهم من الجامع الأزهر، معقل التنظيم، فيما يفر عبد القادر الغزي.

وثلاثة من المشايخ كما يبدو من أسمائهم ينتمون إلى غزة، واستخدموا كل مكرهم في الإنكار أولا، ثم مع الضرب يدلون بأقل المعلومات وبالتقسيط.

وفي المحاكمة يحاول الفرنسيون بكل الطرق إثبات وجود صلة بين خلية الأزهر وشيخ الجامع الأزهر الشيخ عبد الله الشرقاوي، لكن الخلية تثبت في اعترافاتها رغم تعرضها للتعذيب الوحشي[11]

كذلك ماكر الشيخ أحمد الوالي المحققين، وأنكر أن سليمان أخبره بقتل كليبر، فلما واجهوه باعتراف سليمان قال "الآن لما فكره سليمان افتكر أنه أخبره"[12]!
"وسُئل: هل سليمان ما عرفه برفقائه؟ وهل هو ما تحدث مع أحد بذلك وخصوصا مع شيخ الجامع الذي هو ملزوم يخبره بكل ما يجري؟ فجاوب "إن سليمان ما قال له على رفقائه، وهو ما أخبر بذلك أحد، ولا أيضا شيخ الجامع"
"سُئل: هل سكن سليمان بالجامع لسبب أنه قال له على مراده في قتل ساري عسكر؟ فجاوب "لا .. لأن كل أهل الإسلام تقدر تسكن في الجامع"[13]
ويوجه المحقق السؤال إلى سليمان الحلبي: هل هو من ملة المغازين؟ وهل أن المشايخ سمحوا له في قتل الكفار في مصر ليُكتب له أجر ويقبل عند النبي محمد؟ فجاوب "أنه ما فتح سيرة المغازاة إلا إلي الأربعة مشايخ فقط الذين سماهم". 

واخترع حجة بديعة لصرف الاتهام عن الشيخ الشرقاوي، فجاوب "أنه ما شاف هذا الشيخ، لأنه ما هو من ملته، بسبب أن الشيخ الشرقاوي شافعي، وهو حنفي"[14]!.

وفي نهاية المحاكمة التي تودع القرون الوسطي وتستقبل العصور الحديثة والمدنية الأوروبية حكم الفرنسيون على سليمان الحلبي بالإعدام، على تحرق يده اليمني وهو حي ينظر إليها، ثم يوضع على الخازوق، وتترك جثته تأكل منها جوارح الطيور[15].

والحكم بقطع رؤوس ثلاثة من المشايخ وهم: محمد الغزي، وعبد الله الغزي، وأحمد الغزي، باعتبار أنهم شركاء لسليمان الحلبي في جريمته، وتوضع رؤوسهم على نبابيت، ويحرق جسمهم بالنار، ويتم كل ذلك أمام سليمان الحلبي قبل أن يتم إعدامه، على ينفذ حكم الإعدام في الجميع أمام العسكر والمصريين[16]!

وأضاف نص الحكم "وهذه الشريعة والفتوي لازم ينطبعوا باللغة التركية والعربية والفرنساوية، من كل لغة قدر خمسماية نسخة" .. وهذا هو التطور التكنولوجي الذي يفرق بين الثورة الفرنسية، وبين همجية جنكيز خان وهولاكو، جزارين العصور الوسطي المظلمة!

وأمام قبر ساري عسكر كليبر في تل العقارب ارتفع الخازوق عاليا في سماء القاهرة يرفع جسد سليمان الحلبي ليعلن عن زيف مبادئ الثورة الفرنسية: الحرية، والإخاء، والمساواة.. فالحرق حيا والخازوق هما مبادئ الثورة في الشرق!

حادث الاغتيال السياسي الأول!
هكذا يصنفه مؤرخونا .. ولماذا نعده حادث الاغتيال السياسي الأول؟ ألان فاعله هو مواطن من عامة الشعب تجرأ واغتال قائد الجيش الفرنسي الذي أسرف في قمع ثورة القاهرة؟ ولماذا لا نقول على الجرائم التي يرتكبها قادة الحملة والحكام المماليك والعثمانيين وما سيتبعهم على عرش مصر جرائم سياسية؟!

أتهتز صفحات المؤرخين وتقف أمام اغتيال القادة والزعماء فيما تمر مرور الكرام على آلاف المصريين الذين يسقطون تحت ركام مدافع الفرنسيين وسياط المماليك وبربرية العثمانيين وتوحش محمد على؟!



[1] محمد جلال كشك، ودخلت الخيل الأزهر، ص 304
[2] عبد العزيز محمد الشناوي، الأزهر جامعا وجامعة، ص 147
[3] الجبرتي، ص 190 . الرافعي، ص 161، 162
[4] الجبرتي، ص 205، 206
[5] الجبرتي، ص 206
[6] ودخلت الخيل الأزهر، ص 346
[7] الجبرتي، ص 200
[8] الجبرتي، ص 195
[9] الجبرتي، ص 195
[10] الجبرتي، ص 195، 196
[11] الجبرتي، ص 208، 209
[12] الجبرتي، ص 209
[13] الجبرتي، ص 209
[14] الجبرتي، ص 212
[15] الجبرتي، ص 215، 217
[16] الجبرتي، ص 218 

ليست هناك تعليقات: