السبت، 9 نوفمبر 2013

الهروب الكبير.. قصة فرار أندلسي موريسكي من إسبانيا إلى المغرب


انتهيت للتو من قراءة كتاب " رحلة الشهاب إلى بلاد الأحباب"..
صاحبه كاتب أندلسي موريسكي ، وهو لقب كان يطلق على العرب المسلمين الذين بقوا في إسبانيا بعد سقوط دولة الإسلام في غرناطة في الثاني من يناير عام 1492..
لتبدأ بعد السقوط رحلة العذاب الطويلة تحت الحكم الإمبراطوري الإسباني المتعصب والكنيسة الكاثوليكية ومحاكم التفتيش الرهيبة.. ومقاومة لا تنتهي من المسلمين للدفاع عن دينهم وتراثهم ..
وثورات صغيرة ترتفع مرتين إلى حد الانفجار
المرة الأولي حينما تم صدر قرار بتنصير جميع المسلمين قسرا عام 1499
والثانية ثورة البشرات الكبرى 1568 والتي استمرت حتى عام 1571

وفي تلك الفترة الطويلة تتم مطاردة غريبة للغة العربية والملابس العربية والأغاني والمأكولات وحتى طريقة النظافة الشخصية والاستحمام.

وفي هذه الأجواء الرهيبة عاش أحمد بن قاسم المشهور باسم الشهاب الحجري
وتعلم العربية سرا ..
واستطاع في عام 1599 الهروب إلى بلاد المغرب بعد مغامرة مثيرة تستحق أن تكون فيلما سينمائيا..
وفي بلاد الأحباب.. ديار الإسلام تقرب من السلطان المغربي مولاي زيدان .. الذي أرسله في سفارة إلى بلاد هولندا وفرنسا .. إجادته للغة الفرنسية والبرتغالية والإسبانية.
وزار الشهاب مدن لاهاي وامستردام وباريس..
ودخل مناظرات دينية مع علماء النصرانية أجبرتهم على احترامه..

وفي هولندا، عرض عليه أمير لاهاي مشروع حملة لاسترداد الأندلس بعد قرار نفي الإسبان المسلمين منها عام 1609 .. بيد أن المشروع لم يكتب له النجاح لتخاذل حكام المسلمين.

وأبان الشهاب في كتابه عن أسباب قيام الإسبان النصارى بطرد الإسبان المسلمين ..مرجعا ذلك إلى فشل العرش في إسبانة الشعب الأندلسي وتكاثرهم في العدد فيما يتناقص عدد الإسبان النصارى نتيجة الحروب.

زار الشهاب فيما بعد الحجار وأدي فريضة الحج ..
وفي طريق عودته بمصر تقابل مع الشيخ على الأجهوري (ابن قريتي التي تتبع مركز طوخ بالقليوبية ) .. وطالبه الشيخ بكتابة رحلته المثيرة .. فكان كتاب " رحلة الشهاب " والذي ضاع ... ولم نعثر إلا على الكتاب المختصر منه وهو " ناصر الدين على القوم الكافرين".

الشهاب الحجري..
أسلوبه سهل، ولغته قوية، رغم أنه تعلمها سرا في الأندلس.. وهو حجة في علم مقارنة الأديان، وحكي لنا عن المناظرات التي خاضها مع علماء النصرانية واليهودية في مصر وفرنسا وهولندا.

واختتم كتابه بحكايته مع الجني المسلم الذي يوقظه من النوم للصلاة!! وحياته الصوفية التي ينعم بها..

شعرت وأنا أقرأ كتابه بأنه شقيقي وأخي الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي.. ويدفعني بكتابه أن أعيد التركيز على تلك الحقبة من تاريخنا.

رابط الكتاب على موقع goodreads

https://www.goodreads.com/book/show/9671772

ليست هناك تعليقات: