الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

نابليون أمام أسوار موسكو .. وكلماتت رائعة



وقف نابليون أمام أبواب موسكو , بعد أن أعيت جيوشه التي اكتسحت أوروبا كلها ثم وقف مدها أمام أسوار تلك المدينة , وبدأت موجة نابليون في الهبوط , وخبا نجمه الذي تألق في سماء العسكرية الأوروبية .. بعدما ارتكب خطأ عمره في الزحف على روسيا التي تمتاز بمساحتها المترامية الأطراف , وعاصمتها التي تختفي وسط أراضي شاسعة تحتاج لكي تصل إليها إلى خوض معركتك أولا مع جنرال المساحة بما يعنيه من امتداد خطوط التموين والإمداد للجيوش الغازية , وجنرال الشتاء الذي تسبب فيما بعد في تجميد غرور هتلر , وقتل 9 من كل 10 جنود ألمان قضوا نحبهم في الحرب العالمية الثانية.

وحينما علم نابليون أن الفشل أدركه , وأنه ارتكب خطأ عمره وقف على أبواب موسكو يقول : لو أن التاريخ أخذ في اعتباره الأخطاء وحدها , ولم يسجل المنجزات التي حققها الرجال , فلن نجد رجلا واحدا يمكن أن نقول عنه أنه كان رجلا عظيما ".


 والتاريخ وحده ليس مطالب بغض العين أحيانا على المثالب , وإلقاء بعض ضوءه على الإيجابيات والمنجزات , إنما نحن أيضا في حياتنا وعلاقتنا مع بني البشر نحتاج إلى عين تكل عن العيوب , وتحتفي بالإيجابيات ولو كانت بسيطة .

رسولنا صلي الله عليه وسلم أبان لنا كل كلنا خطاء , ليس منا معصوم من الزلل , والخطأ .. لهذا يقول الحبيب صلي الله عليه وسلم " يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه".. وهو قول بلغ من البلاغة القمة .. فالقذى هو ما يقع في العين من تراب أو أذي , وهو الأشياء الصغيرة التافهة التي لا تكاد تذكر , يبصرها الإنسان ويركز عليها جل اهتمامه فيراها وقد تضخمت وتعملقت ,  بينما هو يحمل جذع نخلة في عينه , وكأنه ينقب عن عيوب الآخرين , وينسي عيوبه هو.

ليست هناك تعليقات: