وقف نابليون أمام أبواب
موسكو , بعد أن أعيت جيوشه التي اكتسحت أوروبا كلها ثم وقف مدها أمام أسوار تلك
المدينة , وبدأت موجة نابليون في الهبوط , وخبا نجمه الذي تألق في سماء العسكرية
الأوروبية .. بعدما ارتكب خطأ عمره في الزحف على روسيا التي تمتاز بمساحتها
المترامية الأطراف , وعاصمتها التي تختفي وسط أراضي شاسعة تحتاج لكي تصل إليها إلى
خوض معركتك أولا مع جنرال المساحة بما يعنيه من امتداد خطوط التموين والإمداد
للجيوش الغازية , وجنرال الشتاء الذي تسبب فيما بعد في تجميد غرور هتلر , وقتل 9
من كل 10 جنود ألمان قضوا نحبهم في الحرب العالمية الثانية.
وحينما علم نابليون أن
الفشل أدركه , وأنه ارتكب خطأ عمره وقف على أبواب موسكو يقول : لو أن التاريخ أخذ
في اعتباره الأخطاء وحدها , ولم يسجل المنجزات التي حققها الرجال , فلن نجد رجلا
واحدا يمكن أن نقول عنه أنه كان رجلا عظيما ".
والتاريخ وحده ليس مطالب بغض العين أحيانا على
المثالب , وإلقاء بعض ضوءه على الإيجابيات والمنجزات , إنما نحن أيضا في حياتنا
وعلاقتنا مع بني البشر نحتاج إلى عين تكل عن العيوب , وتحتفي بالإيجابيات ولو كانت
بسيطة .
رسولنا صلي الله عليه وسلم
أبان لنا كل كلنا خطاء , ليس منا معصوم من الزلل , والخطأ .. لهذا يقول الحبيب صلي
الله عليه وسلم " يبصر
أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه".. وهو قول بلغ من البلاغة
القمة .. فالقذى هو ما يقع في العين من تراب أو أذي , وهو الأشياء الصغيرة التافهة
التي لا تكاد تذكر , يبصرها الإنسان ويركز عليها جل اهتمامه فيراها وقد تضخمت
وتعملقت , بينما هو يحمل جذع نخلة في عينه
, وكأنه ينقب عن عيوب الآخرين , وينسي عيوبه هو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق